كيف يفتح الله تبارك وتعالى في مثل هذه الظروف الصعبة، ويدخل في الإسلام من لم يكن يتوقع أن يدخل فيه، والحقيقة أن الأخبار كثيرة جداً والحمد لله، ويومياً -أؤكد لكم- تأتينا أخبار عن دخول كثير في الإسلام ممن لم نكن نتوقع منه ذلك! ولعل عندكم خبر إسلام كبار القساوسة في مختلف الكنائس في السودان، من الكنيسة المعمدانية والكاثوليكية والمشيخية والإنجيلية، القساوسة الكبار يسلمون في هذا البلد الفقير الذي ما قدم لهم أي شيء، بل العكس ضغطوا على الحكومة السودانية حتى تفتح لهم الكنائس وحتى تفتح لهم المجال، ومع ذلك الله تبارك وتعالى يأتيهم من حيث لا يحتسبون، وينزعج البابا وينزعج كارتر، وينزعج كل من يمثله أحد من هؤلاء، كيف يسلمون؟ وكيف يتركون هذه الدنيا والمناصب، ويذهبون إلى الخرطوم ويعيشون مع الفقراء المساكين البسطاء الدعاة!
وكذلك في جمهورية أفريقيا الوسطى، كبير القساوسة لديه إذاعة يومية يبثها على الدولة كلها وفي ذات يوم يفتح الإذاعة ويقول: لدي كلام هام هام جداً! وبدلاً من أن يدعوهم -كما يقول كل يوم- ادخلوا في دين المسيح يقول لهم: ادخلوا في الإسلام، أسلموا فإني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حتى كاد أن يجن رئيس الدولة، والناس يستمعون ويقولون: من هذا؟ هذا هو القسيس نفسه الذي كل يوم نسمعه ماذا حصل له؟ كيف أسلم بهذه الطريقة؟
وهكذا إخوانكم في الحبشة والكاميرون وتشاد قبائل تسلم ولله الحمد، وفي نيجيريا أيضاً قبائل تسلم، وعندهم إقبال على تطبيق الشريعة لم يشهد له أي نظير في أي وقت من الأوقات، وفي الفلبين وأندونيسيا.
وفي العالم الغربي آخر ما بلغنا من إحصاءات أن عدد الذين دخلوا في الإسلام في أمريكا بعد الأحداث هناك ثلاثون ألفاً ولله الحمد، كل شخص من الإخوة يأتينا من أمريكا يقول: ما بقي عندنا كتاب عن الإسلام أو محاضرة أو شريط إلا وأُخذ وطُلب، بل يطلب يومياً ليقرأ الأمريكان عن الإسلام، وفي بعض الحالات عندما حُوكم بعض المسلمين في أمريكا أو اتُهم اجتمع الأمريكان متظاهرين -ومن هؤلاء أيضاً قساوسة أحياناً- مطالبين بالعدل معه ويتهمون الحكومة بالظلم في تعاملها مع المسلمين.